عن التجسيد
رحلة الإنسان
نمُرُّ جميعًا بضغوطٍ ومواقف صعبة وصدمات في الحياة تؤثر علينا من نواحٍ مختلفة: نفسية، وعاطفية، وجسدية، وروحية. تأثير هذه الأحداث يُسبب أعراضًا سلبية مثل الخوف، القلق، الاكتئاب، ضعف الثقة بالنفس، الإرهاق، صعوبة في النوم، الغضب المفرط ولوم الآخرين، الانفصال عن الواقع، التبلد العاطفي وعدم القدرة على التعبير، العلاقات غير الصحية، الآلام الجسدية، ضعف المناعة، الإدمان وغيرها.
ما هي الصدمة؟
قد تظن أنك لم تتعرض لصدمات تُذكر في حياتك، ولكن ما يغيب عن الأذهان هو أن الصدمات لا تقتصر على الحروب والحوادث وفقدان الأقرباء، بل يمكن لموقف بسيط ككلمة جارحة أو خيبة أمل أن تشكل صدمة بالنسبة لكيانك العاطفي ويبقى عالقًا في جسدك.
الصدمة هي أي حدث غير مرغوب يفوق قدرة تحملنا استيعابنا، عندما يواجه الجسد مثيرًا خارجيًا عاليًا، أو ضغطًا يفوق قدرته على التحمل وبسرعة فائقة، أي قبل أن تستعد الأنظمة البيولوجية لمواجهة الخطر، فهذا يخلق الصدمة.
تعتمد الصدمة على ردة فعل الشخص تجاه الحدث أكثر من الحدث نفسه، وإمكانية الشخص في العبور من خلالها أو الاضطراب والتوقف عندها، وكذلك على قدرة تحمله وإمكانيته على تخطي الحدث وتفريغ طاقته المشاعرية أو البقاء عالقًا فيه. هذه الصدمات تمر من خلال أنظمتنا الحسية وتحتبس جسديًا بلا وعي.
“ الصدمة ليست ما يحدث لك ؛ بل هي ما يحدث بداخلك نتيجة لما يحدث لك” – د. جابور ماتي
أنواعها
- الصدمة الحادة، وهي التي تتشكل نتيجة حدث مرهق أو خطير.
- الصدمة المزمنة، فهي تلك التي تنتج عن التعرض المتكرر وعلى فترة طويلة لتلك الأحداث شديدة التأثير، مثل العنف، أو الإساءة في مرحلة الطفولة كالتجاهل والتحكم وأيضا التنمر والاستغلال.
- الصدمة الصغيرة (micro-trauma)، والتي قليلًا ما تُذكر، فهي نتاج التحديات اليومية العادية أو الأحداث متوسطة التأثير التي تُخلُّ بالتوازن العاطفي مثل فقدان وظيفة أو صديق، أو الانتقال إلى بيت جديد.
هناك أنواع ودرجات مختلفة من الصدمات؛ الصدمة الحادة هي التي تتشكل نتيجة حدث مرهق أو خطير. أما الصدمة المزمنة فهي تلك التي تنتج عن التعرض المتكرر وعلى فترة طويلة لتلك الأحداث شديدة التأثير مثل العنف أو الإساءة في مرحلة الطفولة كالتجاهل والتحكم وأيضا التنمر والاستغلال. أما الصدمة الصغيرة (micro-trauma) والتي قليلا ما تُذكر فهي نتاج التحديات اليومية العادية أو الأحداث متوسطة التأثير التي تُخلّ بالتوازن العاطفي مثل فقدان وظيفة أو صديق، أو الانتقال إلى بيت جديد.
ما هو التجسيد؟
التجسيد هو منهجية تشافٍ مختلفة، يحدث فيها نقل الوعي من العقل إلى الجسد من أجل تحديد مكان الألم العاطفي أو الجسدي. بكل بساطة، هو أن هو أن تشعر بكامل حواسك بما يود جسدك التعبير عنه، لأن التجسيد يتضمن الحضور للجسد والاتصال فيه بإدراك عالٍ.
إن التجسيد الشفائي الذي نقوم به مستوحى من المعالج د بيتر ليفين Dr Peter Levine الذي ابتكر العلاج بالتجربة الجسدية (Somatic Experiencing). سلط ليفين الضوء على عملية التحرير الجسدي للمشاعر التي تتضمن ردة فعل دفاعية (fight or flight) من خلال الارتعاش أو الاهتزاز أو حتى الركض عند الحيوانات بحيث تعود وبسرعة إلى الحالة الجسدية الطبيعية وكأن الحدث الصادم لم يكن. يؤمن ليفين بأن الإنسان يمتلك نفس القدرة التحريرية للضغط النفسي المتراكم والصدمات المخزنة أو المكبوتة، لكنه يقاومها من خلال المعتقدات والأفكار مثل “يجب أن أكون قويًا” لتفادي الشعور بالعار أو الأحكام بالضعف من الآخرين.
كيف يعمل التجسد؟
من هو الأكثر حاجة إلى منهج التجسيد الشفائي؟
منهج التجسيد الشفائي يجعل عملية تحقيق الأهداف أسهل وأجمل، ولذلك هو مفيد لأي إنسان.
ولكن على وجه الخصوص، أنت بحاجة إليه إن كنت تعاني من:
- صعوبة في إدارة المشاعر مثل الخوف والتوتر والقلق.
- إحساس بعدم الرضا وفقدان للأمان الداخلي.
- طفولة صعبة وانفصالات عاطفية أليمة أو حوادث تعرضت فيها حياتك للخطر.
- مشاكل بناء العلاقات الصحية والحفاظ عليها.
- الإدمان والعادات السيئة بمختلف أنواعها.
التجسيد ليس فقط للشفاء من الصدمات والتحرر من الآلام والضغوطات النفسية، هو أيضا ممارسة وأسلوب حياة يمنحك الحضور للأحاسيس الداخلية ويجعلك أكثر حضورا في تجاربك الحياتية بفضل التجسيد يمكن أن نبقى في حالة اتصال مستمرة بذواتنا وفي تفاعل مستمر مع مشاعرنا والعالم من حولنا حتى وإن كانت الظروف سيئة، مخيفة، مملة، أو مليئة بالمتاعب.
باختصار، منهجية التجسيد هي حتما الخيار الأسهل والأكثر فاعلية للتحرر من الكثير من المشاكل المستعصية وتعزيز إمكانياتك وتحسين جودة حياتك بشكل مستدام.